إنّ النفس البشرية ومن داخلها الذات يمتزج لديها الحب المحصور في الجنس و الجسد ،والحب الذي يرتقي ويرتفع إلى الذات ،لذلك نرى أنّ تفاعلات الحب في هذه النفس تتحقق مرّة كلذة جسد ومرّة كدفْ مشاعر ومرّة كتواصل فكر، ولنعرّج على ما تريد تلك الأنثى ؟؟
يقول الدكتور جوزيف مجدلاني : ( إنّ العاطفة واحة الفكر لكنها ليست الحب ، الفكر قوة صفاء العاطفة لكنه ليس الحب ، تسليط قوة صفاء الفكر على واحة العاطفة هو الحب )
إنّ النفس البشرية ومن داخلها الذات يمتزج لديها الحب المحصور في الجنس و الجسد ،والحب الذي يرتقي ويرتفع إلى الذات ،لذلك نرى أنّ تفاعلات الحب في هذه النفس تتحقق مرّة كلذة جسد ومرّة كدفْ مشاعر ومرّة كتواصل فكر، ولنعرّج على ما تريد تلك الأنثى ؟؟
الأنثى بطبعها تعشق الحب لكونها ذات حساسة تحمل في طيات جنباتها كم هائل من المشاعر والعواطف والأحاسيس وأشياء كثيرة يدركها الرجل حيناً ويغفل عنها حيناً ويتغافل عنها حيناً آخر ،تريد الأمان فما يعني بالنسبة لها ؟؟ كثير يقول أنها تريد الأمان الأسري وهذا صحيح ،و لكن هناك ما تبحث عنه كل أنثى وهو الأمان الروحي والذاتي والنفسي، فالمرأة تبحث عن الرجل الذي يحمي كيانها وذاتها، الرجل الذي يزرع البسمة على شفتيها ويشعرها بوجودها روحاً وجسداً ، ليس ذاك الذي يراها مجرد قطعة أثاث دفع ثمنها وامتلكها ، أو مزهرية دون رائحة أو دميةً دون روح تتمتّع بجسدٍ جذّابٍ مغرٍ يلاعبها برجولته وقت ما يشاء ، هذا هو الأمان الفعلي الذي تحتاجه المرأة من الحب ، هي تملك خمس أجزاء فعالة في حياتها الجزء الجسدي والعاطفي والروحي والعقلي والاجتماعي ،تكونت هذه الأجزاء لتعمل معاً وبشكل منسجم وهي سبب مشكلاتها النفسية حيث تسعى للحصول على الإرضاء والاكتفاء الفوري من هذه الأجزاء الخمس ، ولكن عندما تعجز عن إشباع أحد هذه الأجزاء تشعر بالضيق والكآبة لتبدأ بخلق جوها الحزين باحثةً عمّا يشبع الجزء المفقود و لعلّ الجنس هو آخر الحلول التي تستخدمها حينما يكون فقيدها الجزء الجسدي الذي تجلى بظنون تبدّت بأنها فقدت جمالها الخارجي ، فتلجأ إلى الجنس ليس رغبة وحب بل محاولةً لإثبات أنوثتها و أنها مرغوبة من الرجل الذي يحبّ بعينيه في حين تحبّ كل امرأة بأذنيها و قلبها ..
بعد أن تعرّفنا إلى ما تريده المرأة ، سنبدأ بحروف تسطّر كلمات عن المرأة و الحب :
أنتِ تحبين ، أنتَ تُحب ، هذا كلّ ما يعلمه معظم أبناء مجتمعنا الشرقي ، نعرف فقط أننا في حالة خارجةٍ عن حساباتنا المادية وعن رؤيتنا المنطقية للأمور من أقوالٍ و أفعال ، أي وباختصار شديد هو أمرٌ حسيٌّ بامتياز ،ولكن يبقى السؤال هل الحب عند المرأة هو ذاته عند الرجل ؟؟؟ هل لحروف الأنثى العاشقة ذات المعاني التي تحملها حروف الذكر الولهان أم أنّ الوقعَ والتعبير والغرض يختلف بينهما ؟؟؟ باعتقادي أنّ الأجوبة معروفة مسبقاً على هذه الأسئلة فإذا ما عدنا إلى جغرافيا الجسم نجدُ أن لقلبيهما ذات الشكل ولكن يبقى الفرق بالحجم فللرجل قلبٌ كبير ، فندقٌ لا حدود لحجراته وغرفهِ وقاعاته يشرّعُ أبوابها لزّائرات والعابرات والمقيمات فكلّ واحدة منهنّ تعتقد أنها النزيلة الوحيدة وإذا ما رفضت فتاة الدخول سيكون البديلات كثيرات و أمّا الصدمات بالنسبة له فهي وعكات صحية حالما يُشفى منها ويعود لقوّتهِ ولسانِهِ الطروب ، وإذا ما أردنا تناول وقع الكلمات وجدنا أن قواميسه تحتوي على الكثير الكثير فهو ينطق بالكلمة ليرسل معها معانٍ لاتصل لحدود معان حروف فتاة عاشقة و أما وقعها في أذنيه فهو آنيٌّ يدوم للحظات و هو دائماً يبحثُ عن المزيد فقد حصلَ على نبعٍ لا ينضب ،،، وأما الأنثى فلها قلبٌ صغير فيه حجرةُ واحدة ،ينزل بها رجلٌ واحد ومَن يدخلها ينال منزلة الخلود و إن طلب الرحيل و غادر ترك في حجرتها جرحاً وشوكة لا تُقتَلَع ،، وإذا ما أردنا أن نغوص في أعماق كل امرأة نجدها تحمل شيء من الخوف فهي بحاجة إلى حبّ رجل كي يشعرها بأنوثتها وما سبب خوفها إلا من أن يهجرها فتفقد إحساسها كامرأة مرغوب فيها وبذلك تنضمُّ إلى قائمة النساء المهمّشات الذاويات وهكذا كأنّ الرجل قد أطفأ النور خلفه وتركها في الظلمة ، ها نحن قد قررنا الخروج حاملين سطورنا و أقلامنا لتجمعنا الصدفة بابنة الخامسة و العشرين والتي لخصت كل السطور والكلمات بجوابٍ دامعٍ حزين على سؤالنا ماذا تريدين أنت المرأة من الرجل الزوج ؟ قالت و بأسىً وحزن وشرودٍ واضحٍ لكلّ من يتأمل عينيها : كلّ ما أريده هو أن أشعر بآدميتي !!!! ، سألناها ومَن يشكك بذلك ؟؟!! فأجابت : يضربني لأتفه الأسباب و يغتصبني بأنيابه ليلاً فهو مَن امتلكني تحت اسم الزواج ...
وبعد كلّ تلك الأحاسيس التي حاولنا أن ننقلها من خلال الصورة السابقة والتي عملنا على رسم إطارها الخارجي من خلال بعض العبارات السجية المتناسقة ننتقل بأقلامنا وأعيننا إلى ساحات العلم و اكتشافات العلماء الذي واظبوا على دراسة الحبّ عند المرأة وأسراره دراسةً علميةً تمسك بتلابيب الهرمونات والكيماويات التي يفرزها جسمها خلال تناغمه مع مراحل الحب المختلفة لنقف عند أحدث الاكتشافات التي قدّمها علماءٌ من سويسرا والولايات المتحدة لكلّ المحبين ،فقد توصّل هؤلاء العلماء إلى اكتشاف هرمون يسمى ( الأوكسيتوسين ) والذي يعملُ على جعل المرأة أكثر استعداداً للتقارب مع مَن تحب كما أنّه يحفز سلوكيات الثقة عند العاشقة وينخفض هاذ الهرمون بمجرد تذكّر موقفٍ عاطفيٍ سلبي ، كما أظهرت الدراسة أنّ هرمون الأوكسيتوسين يفرز استجابة لحالات عاطفية شديدة فهو يرتفع عند تذكر حالات الحب الايجابية والإعجاب الشديد ، وينخفض عند تذكر تجارب حبٍّ سلبية تعرضت فيها المرأة للهجر و البعاد و يزداد إفراز جسم المرأة لهذا الهرمون مع اللمسات الرقيقة ليَدَيهَا أو كتفيها أو عن طريقِ النظرات الحنونة المُحَمّلة بمشاعر حارة يطلقها الرجل بجفونهِ و بريق عينَيه ، و الأوكسيتوسين ليس وحدَه في ساحة الحب عند المرأة بل هو واحدٌ من منظومةٍ هرمونية عرفها العلماء وفسّروا بها المملكة التي توجَ فيها الحبّ ملكاً قيلَ فيهِ : ملكٌ غشوم ، مُتَسلّطٌ ظَلوم ، دانت له القلوب وانقادت له الألباب وخضعت له النفوس فالعقل أسيرهُ والنظرُ رسولَهُ ، و بين العلم والروح نسطّرُ خلاصة الحب عند حوّاء بمراحل أربع و هي :
* مرحلة الانجذاب : هي بداية الحب ، تقعُ فيه الأنثى فلا تفكرُ في أيّ شيءٍ آخر عدا مَن تُحب ،تفقدُ فيها الفتاة شهيتها للأكل و يرحَلُ النوم عَن جَفنيها تاركاً خيالها سارحاً بينَ النجومِ البرّاقة و الأحلام الورديةِ والنظرةَ الكماليّة لمحبوبها ،تحتَضنُها البهجةُ والمعنويات المرتفعة و تزدادُ الطاقةُ بينُ ثناياها لترى نفسها أنثى بكلّ الحروف .
* مرحلةِ التّعلّق : يمتدُّ بها أجلُ الحب فلا تظلُّ سكينَةَ مرحلةِ الانجذاب إلى الأبد لأنّ في ذلك توقفٌ لقطارِ حياتها العمليّة فتنتقلُ إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة التّعلق وهو التزامٌ مستمرٌ طويل المدى ، يبدأ بقرارها مع الرجل بالزواج ومن ثمّ إنجاب الأطفال سواء كان هذا الارتباط آجلاً أم عاجلاً فهي مرحلةٌ تنتقلُ إليها المرأة بمجردِ طرح الفكرة بغضّ النظر عن لحظات تطبيقها..
* مرحلةِ التّلهُفِ و الاشتهاء: وهذه تكون نتيجةً طبيعيّةً بعد كلّ تلك المشاعر الحارةِ الجارفة فيزدادُ إفراز هرمون الجنس في جسدها بازدياد لهيب الحب في قلبها و بازدياد احتكاكها الغير مباشر مع مَن تحب.
* مرحلةِ الحبّ والجنون : وهذه أسمى وأروع مرحلةٍ قد تصلُ إليها الأنثى فيصبح حبيبها هاجسها الوحيد فعباراتهِ مصدرُ سعادتها أو تعاستها وبحروفهِ فقط يُشعرها بأنوثتها فترى نفسها جميلةَ الجميلات أو يبدّدُ في نظرها مكامن الجمال في عينيها فتبدأ بإهمال جسدها لفكرةِ أنها أقلّ من غيرها حسناً وجمال وبذلك يكون قد وَأَدَ أنوثتها بكلماته .
المرأة وما تبحثٌ عنهُ في الجنس :
ننتقل الآن إلى الشطر الآخر من حياتها بعد أن سلطنا الضوء على الحبّ في منظورها ومدى حاجتها إلى تلك الأحرف الأربع ،ونقصد بالشطر الآخر الجنس وهو فعلٌ جسديٌ محدود زماناً ومكاناً ولذّةً ، هو حالةٌ مؤقتة تنتهي بمجرد إفراغ الشهوة ، تختلف بين الرجل والمرأة اختلافاً كليّاً ،فالرجل ينظر إلى الاتصال الجنسي على أنّهُ مجرّدُ إشباع شهوةٍ تنتهي بعد دقائق ولحظات همّهُ الأولُ والآخرُ فيها صورة الجسد وما سيستمتعُ به من مفاتنها الأنثويّة التي ستطفئ رغبةً لا أوقات محدّدةً لاشتعال نيرانها ، لا يأبَهُ فيها برنينِ الكلمات ولا بعبق المشاعر و الأحاسيس فهي عنده وباختصارٍ شديد لغةَ جسدٍ بحتة ، أما المرأة تلكَ المخلوقة التي ترفّع بها الخالق عزوجل عن بحورِ الجنس وإدمان أمواجِهِ بلغةِ الأجساد دونَ لغة الروح فهي تنظرُ إلى العلاقة الجنسيّة نظرةً مختلفةً تماماً عن نظرة الرجل فالاتصالُ الجنسيُّ عندها هو بدايةٌ لتغيراتٍ كثيرة قد تنتهي بالحملِ وإنجاب الأطفال وذلك بدافع غريزة الأمومة ، هوَ وسيلةٌ لتكوين أسرة ولتقويةِ رباط الزوجيّة ، هوَ تعبيرٌ صريحٌ عن مدى الحبّ و الهيام تشتعلُ نيرانهُ بأوقاتٍ متباعدةٍ و بمواقفَ معينة قد تكون همساتِ رجل عاشقٍ لروحها أو لمساتِ يدٍ حنونةٍ أضفَت على عينَيها حرارة الحب متجسّدةً بعلاقةٍ جنسيةٍ حميميّة تستَمتِعُ بلذّتِها وتُمتِعُ مَن تُحب ، فلا تكونُ واجباً تُظهِرُهُ لزوجها خِشيَةَ شعورٍ بالنقص أو مُحاولةً للاستجابةِ لرغبات شريكها فهي لا تعاني كثيراً من التباعد الجنسي كما الرجل ، وإذا ما وُئدَ الحبّ بين الزوجين نرى المرأة تمارس الجنس بكلّ برودٍ وجفاف ،تُمارسِهُ لا لإشباع شهوتها وإنما لأنه واجبٌ عليها لا أكثر ، واجبٌ عليها إشعارُ الرجل بكفاءته الجنسية وإذا ما تطرقنا إلى عبارة ( العجز الجنسي عند الرجل ) نرى أنّه أوجَدَ الحلّ ببعض الحبيبات التي تجعلُهُ يحققُ أعلى القدرات الجنسيّة فيباهي ويفخر بها بعيداً كلّ البُعدِ عن الإطار الاجتماعي والنفسي والإنساني الذي يجمعُ بينَهُ وبين المرأة وكأنّهُ قد تحوّلَ مجرّدَ آلةٍ عليها أن تُتقنَ دورها الميكانيكي بأعلى كفاءةٍ ممكنة مُحوّلاً المرأة إلى وعاءٍ يمتصُّ الشحناتِ المتخبّطةِ بينَ مداخلِ أوردَته فيتحوّلُ الجنس عندَهُ مجردَ غريزةٍ حيوانيّةٍ هو عَبدٌ لها عليهِ إشباعها بأيّ ثمن وتحتَ أيّ ظرفٍ من الظروف فهاهي الزوجة
آمال ) تقول لنا مختبئةً خلفَ خطوطِ النت ومستترةً وراء المساحات الشاسعة : يضربني و يهينني في النهار ويأتي في الليل ليُفرِغَ شهوتَهُ في جسدي .